وشدد الصحفي البريطاني على ضرورة عدم الاستخفاف بالتهم الموجهة للزعماء السياسيين وحكوماتهم بسبب سلوكهم الفاشي الشبيه بالأنظمة الفاشية التي حكمت ألمانيا في إيطاليا ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. قومية هندوسية ووصف رئيس الوزراء الهندي وحزبه بهاراتيا جاناتا في تبنيهما القومية المتطرفة واستعدادهما لاستخدام العنف، بأنهما أقرب الأنظمة اليمينية المتطرفة إلى الفاشية التقليدية. وأكد أن القومية الهندوسية ومحاولة تهميش أو طرد مئتي مسلم هندي من البلاد تحتلان موقعا متقدما في صلب أجندة الحزب الحاكم وزعيمه مودي. واتهم الكاتب المجتمع الدولي لما اعتبره تلكؤا من جانبه في فهم فداحة ما يحدث في الهند. وعزا ذلك التثاقل إلى أن حكومة مودي ظلت تقلل من شأن مشروعها الرامي لتغيير وضعية البلاد باعتبارها دولة تعددية علمانية. وقال إن عدد المتأثرين سلبا بهذا التغيير من الضخامة بحيث إذا كانت لدى الأقلية المسلمة في الهند دولتهم المنفصلة لكانت ثامن أكبر بلدان العالم من حيث تعداد السكان. وبرأي كاتب المقال فإن العنف الذي اندلع في دلهي مؤخرا ينبع من الخوف الكراهية التي قدح زنادها حركة الشغب ضد المسلمين بتوجيه من الحكومة الهندية.
أثار تصاعد العنف ضد المسلمين في الهند تساؤلات عن أسبابه وجذوره، وإن كان لحكومة رئيس الوزراء اليميني ناريندرا مودي دور في تأجيج مشاعر الكراهية ضدهم. وقتل 46 شخصا وأصيب أكثر من 250 فيما أحرقت أربعة مساجد في العنف الطائفي في دلهي، الذي تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهند. رئيس تحرير صحيفة مِلِّي جازيت الهندية ظفر الإسلام خان، يشير إلى أن "حوادث العنف الأخيرة ضد المسلمين، لها علاقة بالاحتجاجات التي تصدروها ضد قانون الجنسية المعدَّل، والذي يحرمهم من الجنسية ويمنحها لغير المسلمين من الدول المجاورة". وقال خان لـ"عربي21": "الحكومة عجزت عن مواجهة هذه الاحتجاجات، خاصة أن المحكمة العليا قالت بأنه يحق للناس الاحتجاج السلمي، ولهذا لا تستطيع استخدام العنف، لذلك تم استخدام بلطجية مأجورين من قبل الحزب الحاكم لمواجهتها وإنهائها بالقوة كما جرى في بعض أماكن دلهي". وأوضح بأن الحزب الحاكم استخدم المأجورين لإظهار أن الهندوس المعارضين للاحتجاجات والمؤيدين لقانون الجنسية هم المهاجمون، ولكن في الحقيقة من قام بالعنف هم بلطجية مأجورون من قبل الحزب الحاكم، لإرسال رسالة للمحتجين مفادها أنه سيتم قمع احتجاجاتهم بهذا الأسلوب".
من جهته أشار المحلل السياسي المقيم في الهند وائل عواد إلى أن "تصاعد العنف ضد المسلمين جاء لوجود أطراف تحاول خلق فتنة بين الهندوس وبينهم، على إثر قانون الجنسية المثير للجدل، حيث كانت هناك مظاهرات ضده من قبل معظم القواعد الاجتماعية بدون الحزب الحاكم". اقرأ أيضا: NYT: لماذا لم تمنع شرطة دلهي الهجمات على المسلمين؟ وقال عواد لـ"عربي21": "هناك سوء فهم لقانون الجنسية المثير للجدل، فهو جاء أولا لتأمين تسجيل الهنود بشكل نظامي، ولكن بعد أن تبين أنه كان قد أنشئ وأقر في الأساس لأجل ولاية أسام الشمالية الشرقية، باعتبار أنها كانت تحوي أناسا أتوا من بنغلاديش والدول المجاورة واستقروا فيها قبل عام 1971 بعد انفصال بنغلاديش عن ما يسمى باكستان الشرقية". وتابع: "عندها طالبت الحكومة المحلية بإخضاع السكان فيها لهذا القانون خاصة مع وجود حركات مسلحة هناك، وتم إقراره وتبين أنه قد أكد على أن هناك مليون و200 ألف من الهندوس الذين قدموا من هذه المناطق، لذلك قامت باعتبار جميع الديانات بإمكانهم الدخول للهند والحصول الجنسية واستثنت المسلمين، الأمر الذي أثار غضبهم باعتبار أنه سيضر بمصالحهم". وأضاف: "بالتالي إذا تم دمج التعديل مع القانون السابق سيكون هناك تخوف منه ولهذا الحكومة مطالبة بشرح ذلك للشارع الهندي".
و أكثر من تأثر بهذا فهم الصوفية المسلمة خاصة في جزئية وحدة الوجود التي نجد لها امتدادا واضحا في السيخية.
مصدر الصورة Nikita Deshpande/BBC Image caption تقول ريكات هاشمي أنها تشعر بالهلع لكونها مسلمة في الهند كحال كثير من مسلمي الهند، أتساءل الآن عم يخبئه لنا المستقبل. هل سأحرم من فرص عمل بسبب ديني؟ هل سأطرد من منزلي؟ هل سيسحلني جموع الناس في الشوارع؟ هل سينتهي كل هذا الخوف؟ قالت لي والدتي "كوني صبورة" وذلك بعد ليلة من العنف في جامعتي - الجامعة الملية الإسلامية في العاصمة الهندية نيودلهي. تعرض الطلاب للضرب وللغاز المسيل للدموع في أماكن مثل المكتبات والحمامات، ورُوّعوا بكل وسيلة "ممكنة" لوقف الاحتجاجات ضد قانون جديد في البلاد. ينص هذا القانون على منح الجنسية لمواطنين مضطهدين ينتمون لستّ أقليات دينية، الإسلام ليس من ضمنها، إن جاؤوا من بنغلاديش أو باكستان أو أفغانستان. مشروع قانون في الهند يسمح بتجنيس أقليات غير مسلمة استبعد المسلمون عمدا، وكان هذا التمييز القانوني ضدهم هو محرك احتجاجات الطلاب. Getty Images ردود فعل طلاب الجامعة لماذا شنت الشرطة هذا ا لاعتداء ؟ تقول الشرطة إن السبب يعود إلى إحراق الطلاب لسيارات بهدف استفزاز الشرطة، لكن أين أدلتهم على هذا؟ كما يقول رجال الشرطة إنهم لم يطلقوا النار، لكن ماذا عن هؤلاء الجرحى القابعين في المستشفيات؟ أدرس للحصول على شهادة في طب الأسنان في هذه الجامعة وشاهدت العديد من الاحتجاجات السلمية أثناء فترة وجودي هنا.
aetycacademy.net, 2024 | Sitemap