يعاني العديد من الشباب من مشكلة غلاء المهور، وتُعد هذه المشكلة من المشاكل الخطيرة التي تمنع العديد ممن يرغبون بالزواج تأسيس عائلة وإنجاب الأولاد وبناء المجتمع بهدف المحافظة على النوع البشري، كما تؤدي هذه الظاهرة إلى انتشار معدل العنوسة بين الذكور والإناث وتدفع البعض منهم للانحلال الأخلاقي والمعاناة من الصراع والكبت، وسنتعرف في هذا المقال على آثار غلاء المهور على المجتمع. آثار غلاء المهور على المجتمع انتشار ظاهرة العنوسة عند الشباب والفتيات في المجتمع حيث أنّ ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهر يساهم بشكلٍ كبير في تأخر سن الزواج أو الامتناع عنه. فقدان الاستقرار النفسي لدى الشباب من كلا الجنسين. حرمان الشباب من تأسيس أسرة يؤدي إلى فقدان الاستقرار الاجتماعي. قد يقوم بعض الشباب اللجوء إلى الاختلاس والسرقة وانتشار هذه العادات السيئة في المجتمع من أجل الحصول على مالٍ يكفي تكاليف الزواج، وهذا الأمر يُعد من الأمور الخطيرة التي تجعل شباب مجتمعنا العربي يتبعون السلوكيات المنحرفة. بحث الشباب عن وظائف مختلفة توفر لهم المال لإيفاء متطلبات الزواج من ملابس ومجوهرات وشقة وأثاث وغيرها من المتطلبات الأخرى الأمر الذي يساهم في عدم استقرار الشباب في وظائفهم.
التبرج والسفور وعدم الاهتمام بأمور الدين يجعل الشاب يرغب بها خليلة وليست زوجة. البطالة ، وضعف الاجور التي يتقاضاها الشباب. [4] [5] تشير الإحصاءات المتاحة من بعض الدول العربية أنها فعلا ظاهرة من حيث العدد ومن حيث الانعكاسات النفسية والاجتماعية على السواء، ففي الجزائر ومن خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء تبين أن هناك 11 مليون عانس (لا ندرى أيقصدون الذكور والإناث معا أم الإناث فقط) منهم 5 ملايين فوق سن 35 سنة، وقد دفع هذا الشيخ شمس الدين صاحب الجمعية الخيرية الإسلامية إلى تأليف كتاب "تأنيث العوانس"، وإلى بذل جهد كبير عن طريق جمعيته الخيرية لتزويج الشباب، ولكن للأسف الشديد تم تطويق نشاط هذه الجمعية وإلغائها بعد أحداث 11 سبتمبر بناءً على مخاوف أو شكوك أمنية كانت تجتاح العالم الإسلامي بشكل مفرط في ذلك الوقت. ملاحظة عرف العنوسة عن البشر مستند على أساس طبي لم يدرك الا بعد دراسة العلماء للتغيرات البيولوجية التي تمنع المرأة أو الرجل من ممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعى و المعروفة باسم (سن اليأس) و التي تبدأ بالظهور عند المرأة بشكل تدريجي في عمر الأربعينات حتى تنقطع عنها الدورة الشهرية و تعقد قدرتها على الإنجاب و عند الرجل أيضا تضعف قدرته و كفاءة إنتاج الحيوانات المنوية في متوسط الخمسينات - لذلك فإن مفهوم العنوسة و ان كان يطلق على الرجل و المرأة في نفس الوقت الا ان متوسط العمر يختلف عند كل منهما مابين 30 إلى 35 عام عند المرأة و 50 إلى 60 عام عند الرجل ويربط الكثيرون بين هذا العدد الكبير من العوانس وما يقابلهن من العزاب وبين حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي كأحد العوامل الداعمة لهذه الحالة من الاضطراب، على اعتبار أن العزوبية والعنوسة كلاهما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي على الأقل في أغلب الحالات، وفي السعودية تشير الأرقام المتاحة إلى وجود ما يزيد على المليون عانس، وفي البحرين 50 ألف عانس، وتشير التقديرات إلى أن ثلث عدد الفتيات في الدول العربية بلغن سن الثلاثين دون زواج.
5 مليون شاب 10. 5 مليون فتاة فوق سن الـ35. ومعدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج ، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30% لأن هذه المحافظات تحكمها عادات وتقاليد، أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38% والوجه البحري 27. 8%، كما أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل حيث تصل إلى 25% ولكن المعدل يتزايد ويرتفع في الحضر. وأسباب أنتشار العنوسة في مصر هو ارتفاع معدلات البطالة وغلاء المهور والإسكان علي وجه الخصوص وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، وكذلك ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث وأيضا تباين الكثافة السكانية من حيث الجنس حيث أن عدد الإناث أكثر من عدد الرجال. رأي الدين الإسلامي في أسباب وكيفية حل ظاهرة العنوسة [ عدل] ظاهرة العنوسة تعود إلى أسباب منها: غلاء المهور، وعدم قدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج. وضع الشروط التعجيزية من جهة أهل الفتاة أو الشاب. قلة عدد الرجال الراغبين للزواج. غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن. الرغبة في الدراسة سواء من طرف الشاب أو الفتاة. الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها.
الحد من ظاهرة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج بمحاربة العادات السيئة التي تزيد من متطلبات الزواج. يجب على الدولة النظر في هذه المشكلة والتدخل في حلها عن طريق تخفيض الأسعار ورفع المردود المادي للوظائف المختلفة. قيام الدولة والجمعيات بتشجيع الشباب على إقامة الأعراس الجماعية ودعمها بمختلف الطرق لتسهيل الزواج على عدد كبير من الشباب.
ظلم الفتاة: شروط الأهل القاسية، وغلاء المهر، هو ظلم للفتاة أيضاً، فالأمر ليس بيدها، وزواجها لا يتم إلا بموافقة الأهل، وكلما صعّب أهلها الأمور على المتقدمين لخطبتها، سيتأخر زواجها، وتمضي الأيام وتكبر في السن، ويقلّ عدد المتقدمين لها، لذلك كان ينبغي على الأهل أن يفكر ملياً بابنتهم، ويفكروا بعواقب العنوسة. عرض برامج توعية: وهذا الأمر يتم من خلال الدولة، فعليها أن تنتبه إلى هذا الأمر، وتحاول عرض برامج التوعية الموجهة إلى الأهل، بهذا الخصوص، ولفت انتباههم، بشكل مستمر حول عواقب غلاء المهور، والنتائج المترتبة على عدم زواج الشباب، والذي قد يقود بعضهم في المستقبل إلى الانحراف. في الختام أقول: لا تقاس كل الأمور في الحياة بالمال، ورأس مال الشاب هو دينه، وخلقه، وعلمه عمله الصالح، والمال وسيلة من وسائل الحياة، وليس غايته، فالمال زائل، دوام الحال من المُحال.
غلاء المهور يعدّ غلاء المهور من أهمّ أسباب عزوف الشّباب عن الزّواج، فالشّاب الذي يكون في مقتبل عمره، ويرغب بالزّواج يُفاجأ ويُصدم من قيمة المهر الذي يطلبه أهل الفتاة، خاصّة أنّه لا زال في بداية حياته، وتكاليف الزواج غير مقتصرة على المهر، بل هناك تكاليف الزفاف، والمسكن، وأثاث المنزل، وغيرها من الأمور، فتطول رحلة البحث لديه عن العروس المناسبة، وقد يستمرّ ذلك سنة أو أكثر ولكن دون نتيجة، والطامة الكبرى أنه كلّما مرّت به السّنوات زادت المهور غلاءً. أسباب غلاء المهور الأهل: يعتبر الأهل المهر ضماناً لمستقبل ابنتهم مع هذا العريس المجهول، فَهُم يجهلون مستقبل ابنتهم، والمهر الذي يشترون به الذّهب -بحسب العادة- يساعد ابنتهم على مواجهة المشاكل الماديّة التي قد تتعرّض لها، وبذلك يصبح المهر سلاحاً تستخدمه الفتاة في مجابهة المستقبل المجهول، مع هذا العريس المجهول بالنسبة لها، ولذويها. رأي النّاس: ينظر النّاس إلى الفتاة التي تتزوّج بمهر قليل على أنّها فتاة بسيطة وأهلها بسطاء، والنّاس تغرّهم المظاهر، فالمهر الغالي يعني أنّ العريس غنيّ، وأنّ الزّواج رابح، وكأنّ المسألة تجارة، ولا نعمم فنظرة الناس تختلف، إلا النظرة المادية سائدة في مجتمعنا، فالشخص الغنيّ صاحب المال، تُفتح أمامه الطرق بسهولة، والمال وسيلته في ذلك.
غلاء المعيشة: قد يكون المهر غالياً، ولكن قد يتناسب مع الغلاء الذي نعيشه في هذه الأيام، وقد يكون منطقيّاً بالنّسبة لأهل الفتاة، وبالنّسبة للمجتمع، لكن ليس باستطاعة الشّاب أن يقدّمه، فكلّما زادت صعوبة الحياة ومتطلّباتها المعيشيّة، زاد غلاء المهور. حل مشكلة غلاء المهور التّوعية الدّينيّة: لا يمكن القضاء على غلاء المهور في هذه الحياة الصّعبة، إلّا من خلال التّوعية الدّينيّة، فالمهر من حقوق الزّوجة في الإسلام، لكن لم تكن الحكمة منه تعجيز الشّباب وإرهاقهم وهم في بداية حياتهم، فلو قرأنا وشاهدنا كيف كانت المهور أيّام الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لاتّعظنا، فمنهن من تزوجت مقابل تعليمها القرآن الكريم، وكان ذلك مهرها، ومنهن من تزوّجت مقابل أن يحفظ الزوج القرآن الكريم، وكان ذلك مهرها، إذاً فحق المرأة في المهر، لا يشترط أن يكون حقاً مادياً، بل قد يكون معنوياً. التّفكير في حالة الشّاب بعد الزّواج: لو فكّر الأهل بالحالة التي ستكون عليها حياة ابنتهم مع زوجها في المستقبل لاختلف الأمر، ذلك أنّ بعض الشباب قد يُرهقون أنفسهم بالديون والقروض، لتأمين المهر وتكاليف الزواج، فيُصبح دخل الشاب في المستقبل مرهوناً بقضاء تلك الديون، وبالتالي صعوبة الحياة مع قلة الدخل، واستمرار ذلك لسنوات، سيؤدي إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين، وقد ينتهي إلى الطلاق، فعلى الأهل أن يقدروا جيداً حالة الشاب المادية، ويتعاملوا معه على هذا الأساس، ويفكروا بالأمر من كل الزوايا، وبحياة ابنتهم المستقبلية.
انتشار الفساد والانحلال الأخلاقي لبعض الشباب وذلك لعدم تمكنهم من الزواج، الأمر الذي يجعل ضعاف النفوس منهم وانعدام أخلاقهم وفقدان مخافتهم من الله سبحانه وتعالى إلى ارتكاب المحرمات التي نهى الله عنها لإشباع غرائزهم الجنسية. لجوء الشباب إلى الزواج من أجنبيات الأمر الذي يزيد من عدد الفتيات المتأخرات عن الزواج. قد تؤدي مشكلة ارتفاع غلاء المهور إلى دفع بعض الشباب للهجرة خارج الوطن. زيادة مظاهر الترف ودفع التكاليف الغير ضرورية يؤدي إلى ظهور الفوارق الكبيرة بين طبقة الفقراء والأغنياء. اللجوء إلى الاستدانة أو القروض لدفع المهر الغالي الأمر الذي يُدخِل العديد من الشباب في مشاكل لا تنتهي. بعض المقترحات والحلول التي تحد من آثار ظاهرة غلاء المهور يجب على المعنيين الاهتمام بدراسة أسباب هذه الظاهرة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة من خلال القيام بدراسة ميدانية علمية. التمسك بقيمنا الدينية واتباع العادات الحسنة. توعية أفراد المجتمع دينياً في مختلف المناسبات وعبر المنابر ووسائل الإعلام مثل التلفاز والإذاعة لتوضيح الخطورة التي تتركها هذه الظاهرة على المجتمع. العمل على مساعدة الفئة الغير قادرة على الزواج والفئات الفقيرة الأخرى وتحسين أوضاعهم المعيشية من خلال توفير فرص عمل للشباب.
aetycacademy.net, 2024 | Sitemap